الاثنين، 4 أكتوبر 2021

و عن عرب الخليج ....بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 وعنْ عَربِ الخليجِ حكى النّساءُِ

بئيسٌ أنْت يا وطنَ العــــــــــجبْ***أيا وطناً يعيـــــــــــشُ بلا نسبْ

سقطْتَ إلى الحضيض بفعْل غيّ***غزا التّفكيرَ فانتـــــــشرَ الشّغبْ

ومزّقكَ الصّــــراعُ على الكراسي***بضرْبِ النّارِ فاشْـــتعلَ الحطبْ

وقهْقهتِ البــــــنادقُ في بلادي***فأزْهرَ من عواصـــــفِها الغــضبْ

وفي أسواقنا اجْتمعَ السّكارى***وضربُ الدّفِّ تُتْقِـــــــــــــنُهُ العربْ

////

أتى اللّيلُ المُعسْعِسُ بالهمومِ***فأطفأَ بالرّدى كلّ النّجــــــــــــــــــومِ

أتانا بالنّواقصِ والـــــــــــــــــــمآسي***فجرّعنا المُمــيت من السّموم

سقطنا كالقذارة في المــــــــــــــجاري***فقهْقرنا التّـــخلّفُ في العلومِ

نُربّي نسْلنا من دونِ فـــــــــــــــــــقْهٍ***ونقْبلُ بالتّملّقِ للخـــــــــصومِ

ونرْتكِبُ الفواحشَ والمـعاصي***ونسْرقُ في الخصوصِ وفي العمومِ

////

وعنْ عربِ الخليج حكى النّساءُ***وكان الرّقصُ يصــــحبُهُ الغــــناءُ

وفي الغُرفِ المُكيّفةِ اســــتعدّتْ***صغارُ المُومساتِ وهـُــــنّ شاءُوا

وجاءَ الفاسقونَ وهــــــــمْ عُراةٌ***وبينَ الخصْيتــــــيْنِ هوى الحـياءُ

وأمّا حينَ تُختــــــــــتمُ اللّيالي***فإنّ غداً يُقــــــــــــــــــالُ لهم لقـــاءُ

وفي وطنِ العروبةِ ضلَّ أهْلي***وهــبَّ الويْلُ فاخْــــــــــتنق الوفاءُ

////

متى كنّا نعيشُ على الدّعارهْ؟***متى كُنّا نتــاجرُ في القـــــــــذارهْ؟

هل الأسلافُ كانوا فاسدينَ؟***أم العملاءُ أضــــحوا في الصّــدارهْ؟

بكتْ على وطني دمْعاً عُيوني***وشابَ الرّأس مِنْ وَجَعِ الخــــساره

أفكّر في السّــــؤال بلا جواب****ويؤلمني الحديث عن الحــــضاره

وعن عرب الجزيرة حين كانوا***فلاسفة الـــــثّقافة والتّـــــــــجاره

////

تصاعدَ في تَحاورُنا النّــــــباحُ***وحمَّ الجهْلُ فاشْتـــــــــبكَ النّــطاحُ

وقهْـــقهَ كلُّ من شهدَ العراكَ***وبينَ الحاضرينَ علا الصّــــــــــياح

طغى التّدجين في وطني وأمسى***بأمّتنا التّســــــــلّط يُــــــــــستباحُ

وأفرزتِ العقــــــولُ كلابَ عصر***يُؤازرُهمْ على العـــــــمل النّباحُ

وإن وجدوا النباح بدا عجوزاً***تحرّك نحو هبّـــــــتنا السّــــــــــلاح

////

أرى عرباً سماسرةً وحوشا***وفي نزَواتهم فاقوا الجُــــــــــــــحوشا

تجاوزَ جهْلُهم كُفْرَ الأعادي***ومن غوْغائهم صــــــــــنعوا الجُيوشا

كأنّ الحاكمين لهم حقوق***بمقتـــــــــــــــضياتها ابتــــكروا النّعوشا

وليس لنا على الأقدار حولٌ***ومنْ حُكّامنا نخْشـــــــــــــــى القُروشا

فكيف سيرحلُ الطّاغوثُ عنّا***وقد فاق الغــــــــــــوائلَ والوُحــوشا

////

شعوبٌ نحنُ أم نحنُ العبيدُ؟***لماذا نحنُ جمّــــــــــــــدَنا الجلـــــيدُ؟

لماذا نحنُ كالغرْبانِ صـــــرْنا***نُقـــــــــــــــلّدُ في الحـياة ولا نريدُ؟

يحيّرني التّرقّب عند أهلي***وقهـــــــــــر النّاس في وطــــنــي يزيد

نعيشُ على التّقوْقُع والتّردّي***ويحْكمنا التّـــــــــــــــسلّطُ والوعيـــدُ

وهذا حالُ أهلي في بلادي***فأيْنَ هو التّـــــــــــــقدّمُ والـــــــــجديدُ؟

////

ألا يا حاكم الأوطـــــانِ فينا***تذكّرْ وعْد ربّ العالمــــــــــــــــــينا

فقد وعدَ الرّقيبُ المُجرمين***بنارٍ تحرقُ البشرَ المُـــــــــــــــــشينا

وهيّأ جـــنّة الفردوس أجراً***لمن كانوا عِـــــــــــــــــباداً صالِحينا

فهيّا يا شبابَ المـــسلمين***لنرقى بالهـــــــــدى أدباً وديـــــــــــــنا

وإنْ أنتمْ لأنفســـكمْ أسأتمْ***فما من ناصرٍ للقـــــــــــــــــــــــاعدينا

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق