جلستُ بصُحبةِ الأسْلافِ ليلاً
أمِنْ قَمرِ السّماءِ أتى البهاءُ***أم الإبداعُ تصْــــــنعُهُ السّــماءُ؟
نظرتُ إلى الفضاء فحارَ أمْري***وفي جَسدي تجمّدتِ الدّماءُ
رأيتُ الله في خلدي عظيماً***ومن عِظَـــمِ الكريم أتى البـهاءُ
تجلّى للعقــــــولِ فكان نوراً***ونورُ الله يدركــــــهُ الرّجـــاءُ
ومن طلبَ الحياة بلا علومٍ***فإنّه في الحـــــــــياة هُو البــلاءُ
////
دعتْني لفْتةٌ صَعقتْ خيالي***بنظمٍ مُشْــــرقٍ أبْكـــــــى اللّيالي
بلاغتهُ استبدّ بها التّحدّي***فزلزلـتِ القـــــلوبَ لدى الرّجـالِ
كلامٌ فيه سحرٌ وابتــــكارٌ***وفيه الشّعرُ قد ركبَ المعـــــالي
جلستُ بصحبة الأسلاف ليلاً***لأسمعَ ما يقالُ عن الجــمالِ
سمعتُ الشّعر مثل التّبْر نظماً***به الحِكَمُ استعدّتْ للجـــدالِ
////
لماذا نحنُ في الدنيا ندورُ؟***لماذا نحنُ تُشْـــبهُنا القـــشورُ؟
أجيبوني فإنّ الصّمت جبنٌ***وحرُّ النّاس في البلْــــوى يثــورُ
نساق إلى التّحجّر كلّ يوم***ونزعم أنّنا فعلا نــــــــــــســور
ونسخر إن رأينا الغير وهما***ونحن الوهم والبـشر القـــبور
تدغدغنا النّواقص والملاهي***وتقمــعنا النّوائب والـــشّرور
////
غرقنا في عيوب المارقينا***وزاغ النّاسُ فارتكـبوا المُـشينا
رمانا الغشّ في الأوحال لمّا***فقدنا في الهــدى أدباً ودينـــا
وسرنا خلف مجتــمع لقيطٍ***أُناسُهُ بالقيـــــــــــودِ مُكـــبّلينا
يحبّون التّبجُّح في المقاهي***ويمتــهنون الدّعارة أجمـــعينا
وما تلكم سوى الأعطابُ فينا***وأهل الحلّ قد نقضوا اليمينا
////
تعمّدنا الكـــــــلامَ بلا أدبْ***فكنّا في الشّـــعوب من الحطبْ
رضينا بالــــمذلّة في زمانٍ***به الإنسان قد صـــنع العــــجبْ
تُحيط بنا المآثر في بلادي***وتحكي ما تبــــــوحُ به الحـــقبْ
يزور حصونها الإنسان عشقاً***وبحثاً في القديم عن النّسبْ
ولا أدري أهَلْ تأتي عــصورٌ***يزول بها الغبـاءُ عن العربْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق