السبت، 9 أكتوبر 2021

حصير الشوك...ص.20 ..بقلم الأديبة سمية مسعود

 )                                         ( 5)


الساعة الواحدة من ظهيرة نفس اليوم.  شوهد المنذر بين وجهة  أدفاق بشرية متناغمة تارة و متعاكسة  أخرى. فاليوم يوافق إعادة انتصاب السوق الأسبوعية بعد طول انقطاع .

طاف المنذر الكثير من الشوارع وولج العديد من الأنهج بما في ذلك زنقة سيدي الدحداح ومن أمام المقهى الذي وُوريَ بابه  هذه المرة على خلاف ما كان عليه عندما دخلها خلسة ذلك اليوم. كما مر وانعطف ولم يتوقف كأنه يتعقب طرف ظلّه المفقود .ها هو يهيم على وجهه منذ أن تأكد من النمس نفسه أن  فتحي صديق العمر مرهم الصبر وأنيس العدم كان كما حدس  من ضمن" الحراقة " في السفرة الأخيرة إلى اللامبدوزا الإيطالية. 

 رحل  فتحي دون عناق أو حتى عتاب . رحل عنّي ملاذ الضيق وترك الأرض تنتحب. رحل وما علم أن الوطن كفن . 


تناديه الأمّ  فيصمّ  عن  لوعتها وما أدرك ان الولد البارّ هو من :


تأبى روحه  إلا أن تقبر في خدرها

 بين أحضان الربوع..

 ونقوش زوايا الدروع 

مع سبائك الغروب،، على ضفاف سواحلها 

فهو  منها وخلالها الهوى وإليها الغناء 

فما باله جاحدا ...!

لتربتها مغادرا ؟.

وما هجرها إلا هتك جذورٍ

 وفضاضة  عدم في مقبرة الفناء.

 فكيف الهروب منها ؟

وفي البعد عنها ما فتحت اكمام ُ

وما  تأصل بالتربة زرعُ

 أو نبت لحاف نوى.

 ما كف صوت الأصالة عن الهتاف لها .

وما راق رضاب في الحلق 

وما انعقد إحساس أو  انضوى.


تهواك الروح بفيض الحمم 

 تنساب مع توهج الأنفاس 

 على ربى المشاعر وشارين الدمّ.

 أو حياة  على أنقاض  العدم . ؟!.


أيا بلدي !..

طاب نسيمك 

وانداح عنك الألم. 

 لدوام  عزك

 تنكث  الذوات عهود الأنا 

 لتفدي ترابك هيكلا ..

هو ذات هيكل. ما أحس الحياة مهجّرا

أعثره الحظ في هجرك .

وما سمعنا عمن سبقك نكرا 

  بالغربة  يوما 

قد  ارتوى. 

فلم  الفرقة يا عزيزنا؟!

والموعد أرضنا ..

                                

يتبع 

ص20

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق