الاثنين، 6 سبتمبر 2021

صمت اللحظة ...بقلم الشاعرة محبة جو

 صمت اللحظة 


أكانت الأعين أم لم أتيقنها ؟¡

دارت عيناي بشتات دمع زغبي خافت أبى الانحدار ضعفا أمام الأعين " المبحلقة " هنا وهناك .

لم لا تسقط الأدمع ؟ أهي الحيرة 

والفراغ وقلة الإنصات والبكم 

الكبير ؟ ضممت الركبتين أقرب 

مرتعشة من وقع الخطى بصداه 

في الأروقة هنا في بقايا المستشفى 

وفي الخارج الضبابي النافث سعيرا وحربا وضياعا .. لم أسمع ذلك الضجيج الخافت. . أو أنه لم يجفلني كما كان ذات مرة .. تأملت بعينين ذاويتين ؛ إنها كالأشلأء الكالحة الباهتة على مرأى البصر 

البعيد .. تستعر بهبة الروح الداوية 

لحظة .. ثم ترقد هامدة دون أن 

تحس بهالة دافئة .. لم تكن لتكتب على أسطح. . ولا لتنبثق عن سعير 

متجمد .. فقط أحرف منسية تائهة غائبة عن الأعين القريبة البعيدة 

عن صرخة طفل أو لهثة إمرأة أو 

أنه شيخ يتعمد أو سهو حقيقي 

رفعت طرفي الشاحب ثانية لألمحها 

من بعيد تتهاوى بلا وعي محمولة 

في أيدي الرجال .. هببت واقفة على قدمي .. راجفة القلب قبل الخطى الوثيدة .. 

ماذا يفعلون ؟ ؟ ؟ 

ساروا بها من أمام ناظري المتقد 

الأخرس .. الرجال الأشداء من قبل كانوا .. دون أن يكونوا الأن .. لا ترى من الشدة أو بعض الجرأة سوى 

سترات من النايلون الأحمر .. 

فوق الأجساد التي كانت مشدودة في غابر الزمان .. إنهم من الإسعاف 

هجست نفسي المنقبضة في نفس متقطع يهتز .. إنني أراها هي الآن صبية يافعة ممدة بين أيدي الرجال 

على مهجع رث .. تطايرت حدقتاي الزائغة. . اقترب أحدهم بيد شديدة 

وأزاح طرف ثوبها البالي المعفر ترابا وهلعا ولوعة عن جسدها الغض .. 

" لا " إنهم يزيحون الثوب عن الجسد الراقد بأيد خشنة .. راجفة محمومة .. 

انتفضت عيناي لما لمحت شيئا منتفخا يتدلى أسفل إبطها .. لا 

أعرف لم ادرت رأسي استحياء 

وهم ما انفكوا يجردونها من ثوبها 

الأوحد .. اقتربوا من صدرها .. 

وأغمضت عيني لتستيقضا على صرخة باهتة مني .. فتحت عيني مجفلة لألمح أختي الصبية الجاثمة 

بلا حراك بجسد عار حتى صدرها .. 

وتلك الكتلة الحمراء عند إبطها الأيسر متدلية لبقايا قلبها الذي 

وثب من صدرها .  


رحماك الله يا أختاه .. يا شهيدة 

الوطن. .. وحسبنا الله ونعم الوكيل 

Mahba Jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق