أخواتي إخواني أيها القرّاء الكرام.صباح الخير واليمن والبركات
مازالت تُبْهرُنا بِزخارِفِها الأقْلامُ. تَخْتَلِسُ بِلُطْفها الإلْمامَ فَتَصْنَعُ بِأنْوارِها الأحْلامَ..تَبْكي وهي مُبْتسِمَةٌ وَتَسْكُتُ وهي بما يُطْربُ السّمْعَ مُتكَلِّمَةٌ.تَجْتَهِدُ في خِدْمةِ الباري وَتُبْدي منْ دُررِها ما يَكْشِفُهُ التّباري حتّى إذا اعْتَدلتْ قُدودُها أشْرقتْ في سماءِ البَيانِ سُعودُها.نَشَأتْ على أيْدي الأحْرارِ وَتَعَلَّمتِ الألحانَ مِنْ إعْرابِ الأطْيارِ.
والأقْلامُ طويلةُ الأنابيبِ تَسْلُبُ العقولَ بِأَرْوَعِ الأساليب.تُبْهِرُ النّاظِرَ وَتُجيبُ السّائِلَ بإقْدامٍ كامنٍ في مُهْجَتِها وفَصاحَةٍ جاريةٍ على لَهْجَتِها.تُطَرّزُ اللّيْلَ بِأرْدِيةِ النّهارِ فَتُدْهِشُ القارئَ بِنَواظِرِ البَهارِ.إنْ قالتْ لَمْ تتْركْ مَقالاً لِقائلٍ .وإنْ صالتْ ألْبَستِ الحروفَ سَتائِرَ النّوائلِ.سَجَدَتْ للْقِرْطاسِ فَرُفِعَتْ إلى أعْلى المَراتِبِ.ونالتْ بألْطافِها أفْضَلَ المَكاسبِ.إليكم قُرّائي الأعزّاء ما جادت به القريحة وعبّدتْ سُبُلَهُ الألْسُنُ الفَصيحة.
أيا لغَةَ الحَضارةِ لا تَنامي
أنا لغةُ الحضارة والكتابِ***أنا المطرُ المحـــــــــمّلُ في السّــحابِ
أنا الفُصحى بذكر الله تُتلى***فتنتفضُ العقولُ من السّـــــــــــــرابِ
أنا البحر المحيط بروح وحي***تعطّر بالهدى عـــطر الصّــــواب
أنا الإبداع دينا وانتــــــسابا***أتوق إلى الفصــــــــــاحة في شبابي
فكيف تحوّل المنطوق لغوا***وسيّدة اللّــــــــغات بلا انتـــــــساب؟
////
أنا عربــــــــيّةُ القرآن ذكرا***بياني في البـــــلاغة فاحَ عـــــــطْرا
يعيّرني الضّعافُ بكلّ عجزٍ***وَبِنْيةُ مَنــــــطقي تنْساب يُــــــــسْرا
بعلمِ النّحـــــو بيّنها رجالٌ***وأغــــــــنوا إرثـــــــــها أدباً وفـــكرا
فجــــاء اليومَ قومٌ حاربوها***بلغـــــــوٍ في التّواصل صار جهْــرا
فهل نسي الشّبابُ لسانَ مجدٍ***أقام حضـــــــــارة برّا وبــــــحرا؟
////
لساني في الحديث لسانُ ضاد***وديني في الهُــــــدى دينُ الرّشاد
تعقّبني التّـــــخلّفُ من قرونٍ***ولاحقـــــني التّدهورُ في بـــلادي
وسعتُ كتابَ ربّ العالميــــــــن***وعند الأهل قد كــثُرَ انتـقادي
رموني في الشباب بكلّ عقمٍ***وفي الــتّدريس قد عَبـــثوا بزادي
فأضحى في الورى ذكري ضعيفاً***وعُطّلتِ العزائمُ في العـــباد
////
أرى الفصحى بثورتها تجودُ***وسحرُ الضّاد يعشـــــــقُه الوجودُ
ورثنا العلم في القرآن فقهاً***وفيه الوحيُ يـــــــــــــطبعُه الخلودُ
كتاب بالبيان أتى صريحـــــاً***فبان الحقُّ وانهزمَ الجحـــــــــودُ
وجاء الفتحُ بالفتوى مُبينـــــــــاً***يؤازرُ نصره الصّــــمدُ الودودُ
وقد أضحى به الإسلامُ شمساً***أشعّةُ نورها نِعَــــــــــــــمٌ وجودُ
////
أيا لغة الحــــــضارةِ لا تنامي***فإنّ الــــــنّوم أثّــــرَ في الأنـــام
أريدُك أن تعودي عند أهلـــي***وحرفك في الرّفيع مــن المـــقام
فأنت الأمنُ في وطني وديني***وأنت النّور في غســــــق الظّلام
أحبّك حبّ أمّـــــي في فؤادي***لأنّك في فــــــــــمي مسك الكلام
ولن أختار غيـــــرك يا لساني***لأنّي قد عشـــــــقتك في غرامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق