( عوجي على بغداد )
أيا روح روحي من ثراه تيممي
وعوجي على بغدادَ في غيرِ مَعلَمِ
وقُصّي على الآثار كيف ركابُنا
سرَت خلف جنح الليلِ تسعى لمأتمِ
تركنا ديارا والكرى فارق الورى
وفي القلبِ آهاتٌ وهذرٌ من الفمِ
وفي خطوِها تحبو هي الروحُ ما جَنَت
وفي غَبرةِ المسرى تزاحُمُ أنجمِ
فللحزنِ مشكاةٌ وفي البدر غصةٌ
هو الحلمُ يبقيها بعيشٍ معلقَمِ
أراني وأشواقي ودارا على البلى
تنازعُها الأيامُ خطفاً لترتمي
تُقَطّعُها الأنياب من كل وجهةٍ
وتنظرُها الغربان سعيا لمغنمِ
وتلتفُّ حول الربع كلُّ رزيئة
فمن سيفُكُّ الأسر بل كيف نحتمي
ويا مجد هارون الرشيد ومن بنى
رثيتك محزونا وما عِفتَ فاعلمِ
ومن لسياط الدهرِ كيف نردها
وفينا بغاث القوم من كل أعجمِ
تسيَّدَ فاستشرى سُقامٌ وأقفرَت
ملاعبُ لم تحفظ وداداً لمُلهَمِ
فيا قلبُ إن كانت دماؤكَ حرةً
فأطلق لها النجوى فلستَ بمندمِ
وعفِّر شفاه الجرحِ من طِيبِ تُربها
وجالِد على الويلات ما عشتَ تسلمِ
سينبجس النهران عن فيض غضبة
تُقَطّعُها من كلِّ رخوٍ ومُبرَمِ
وما زال في شم الجبال مهابة
وما زالت الفيحاءُ ثغرٌ لمُغرمِ
وما زال في ام الربيعين رمحها
شَموخاً يردّ الكيدَ من كل قشعمِ
---------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق