يرى الجُبناءُ أنَّ الخَوْفَ رُشْدٌ
رأيتُ النّاس في وطني سُكارى***وليلُ الظّلم قدْ طردَ النّــــهارا
رأيتُ طباعهم سقطتْ حضيضاً***وما وجدوا لأنفسهمْ قــــــرارا
عليهمْ هبّتِ الظّـــــــــلماءُ لمّا***رضوا بالذّلّ خـــــوفاً وانكـسارا
ولولا الخوفُ ما كنّا قطــــــــيعاً***من الغوغاءِ يرْعاهُ النّـصارى
يرى الجبناءُ أنّ الخــــوفَ رُشْدٌ***ومن فقدَ الهُدى أضحى حمارا
////
أجيبوا عن سؤالي إنْ أردتمْ***فأنتم قدْ رأيتــــــــــــــمْ ما رأيتــمْ
هل الإنسانُ في وطني سليمٌ؟***أم الأوضاعُ تنْـــــفي ما زعمْتمْ؟
إليكمْ يا بني أمّي إليـــــــــكمْ***فَبومُ الخوْفِ قد هجمتْ عليكـــــمْ
رضيتمْ بالهــــــــوانِ فكان عاراً***وعشتمْ كالدّجاجِ وما خَجـــلتمْ
أكيدٌ لا حياةَ لمـــــــــن أُنادي***فأنتمْ في النّهوضِ قدِ انْهــــزمتـمْ
////
نلومُ على الفــــسادِ الآخرينا***ونحنُ من الزّنـــاةِ المُفْــــــــسدينا
ألمْ ترَ كيْف أصْــــــبحْنا رِعاعاً***نُعامَلُ كالكــــــــلابِ الجائعينا؟
نُساقُ إلى السّجون إذا نبحْنا***ونُضرب إن رفضــــــنا الذّلّ فينا
وصفنا في الشّعوب بكلّ لؤم***وصرنا من كبار المــــــــــارقينا
فلا والله لن نجـــــد انفراجا***ومن فقد الرّضى رضع المــــشينا
////
ألا تبّا لمن هــــجروا الأدب***وأضحوا في الحــــــــياة بلا نسب
سألت الدّهر عنهم في زماني***فقال لي اليـــــهود هم العـــــرب
ألم تر أنّهم فقدوا لســـــــانا***به الفــــــــــرقان علّمــــــنا الأدب
وهاموا في الحــــياة بلا بيان***على عكـــس التّليد من الحــــقب
فوا أسفي على عرب تردّوا***فصاروا في الخــــــلائق كالحطب
////
نعيش على التّآمر والفــتن***ونكره أن يكـــــــــــــــــون لنا وطن
نسينا وحدة الــخلاّق فينا***وعشــــــــــنا في الحـــــــياة بلا زمن
وفي وطن العروبة قد فقدنا***توقّع وحدة تنــــــــــهي المـــــــحن
وشقّ عليّ أن أحيا لقــيطا***وأصلي قد تشــــــبرق بالوهــــــــن
سألت الله أن تلد النّــساء***رجالا في الـــــــحياة لهم ثـــــــــــمن
محمد الدبلي الفاطمي